وأنت تمشي في الأسواق تحسس صرّافاتك واجعلها في مأمن من شبكات الدفع الإلكتروني، ولا تحدق عينيك باللافتات الدعائية المعلقة بالشوارع، وعلى أبواب المتاجر، أو ما يبث عبر وسائل التواصل من غير ضرورة، هي سلاح فتاك لمصادرة الأموال من المُلاّك.

إن قادتك الصدفة بالمرور بشوارع الأسواق العملاقة ومعك عائلتك فاحذر أن تتحدث عن الإرشاد في التسوق فإن ذلك يُحدِثُ اضطراباً في أنفسهم، وتتمرد ذواتهم، ويرتفع لديهم هرمون شغف التسوق فينقلب الوعظ عليك، وتدفع الثمن من حساباتك المصرفية وأنت متجهّم حزين بسبب إرشاداتك التي أسأت اختيار وقتها.

مع تطور العلم التقني يمتلك صنّاع الثروات أساليب في تصاميم الدعاية ما يجعلها تأخذ ألباب المستهلكين دون رحمة، وتسيطر على حواسهم، فيندفعون للشراء حتى وإن كان من غير حاجة، كان الله في عون المستهلك عندما يقع في شباك الدعاية التسويقية.

كانت في السابق قاعدة (لا تخرج للسوق من غير حاجة) ولكن وأدتها التقنية وأصبحت عديمة الفائدة، فقد أصبحت (السوشل ميديا) سلاحاً فتاكاً بيد التجار، إعلاناتهم البرّاقة تخترق خصوصيات المنازل وتفتك بعشاق التسوق وخصوصاً النساء والمراهقين والمراهقات.

وليتهم اكتفوا بعرض بضاعتهم بل سهلوا عملية الدفع من داخل الحرم، بضغطة زر تتم عمليه الدفع، وبعد الدفع تشحن البضاعة وتسلّم عند باب المنزل، ولم تتوقف أساليب التسويق عندهم فأتاحوا خياراً إضافياً الدفع عند الاستلام، أحياناً أقرب للتسوّق الجبري الذي لا مفر منه.

من أساليب التسويق التجاري الاحترافي إشغال المستهلك بالتخفيضات، وبموجبها يتم تغيير نمط المستهلك بالتوسع بالمصروفات، فيبدأ المستهلك بمراقبة الإعلانات التجارية، متى ما أعلنت أيّة جهة تجارية عن تخفيضات انطلق نحوها، حتى وإن كان من غير حاجة ولكن خشية أن تفوته التخفيضات، ولا نغفل عن الجانب الإيجابي للتخفيضات لمن يحسن التعامل معها بذكاء.

فقد أصبحت وسائل الدعاية جزء من الأسرة، معهم في جلوسهم، وفي غرف نومهم، ومعهم أينما ذهبوا، تدغدغ مشاعرهم وتثير اهتماماتهم حتى تتولد لديهم الرغبة الجامحة لتجريب كل منتج جديد، أساليب أرباب الأسر القديمة لتصريف الأسر عن الذهاب للأسواق بعدم وجود فرصة، أو نؤجلها لوقت آخر، أو البنك بعيد وزحمة لا نستطيع سحب ما نحتاجه من النقود فكل هذه الحيل انتقلت لمثواها الأخير فأحسن الله عزاء محبيها فقد كانت وسيلة من وسائل التصريفات الآمنة. والسلام عليكم.